أرحب بكم في حلقة اليوم حيث سنتناول حياة الحجاج بن يوسف الثقفي، واحد من أبرز الشخصيات في التاريخ الأموي. بفضل قوته وشدته، أصبح الحجاج شخصية محورية أثارت الكثير من الجدل. ولد الحجاج في الطائف سنة 40 هـ، وكان ينتمي إلى قبيلة ثقيف. بداية حياته كانت كمعلم للأطفال، حيث كان لديه شغف بالتعليم. لكن سرعان ما انتقل إلى الساحة السياسية، حيث بدأت أيقونة جديدة تظهر. أصبح اسمه معروفًا تحت حكم عبد الملك بن مروان، الذي عينه والياً على العراق. تلك كانت نقطة تحوّل في حياته، إذ وضعته في مركز القوة والنفوذ. برز الحجاج بشكل خاص في قمع ثورة عبد الله بن الزبير، حيث حاصر مكة ببسالة، وأسهم في استعادة الأمن في العراق بعد فترات من الفوضى. كما أسس مدناً جديدة مثل واسط، مما ساعد على توسيع نفوذه. ومع ذلك، عرف الحجاج بقسوته وسفك الدماء، حيث قيل إنه قتل الآلاف من منافسيه. كانت هذه القسوة تجعل الناس ينظرون إليه بخوف. توفي الحجاج سنة 95 هـ، تاركًا وراءه تراثًا مثيرًا للجدل. لم يصلِّ عليه أحد، ليبقى رمزًا للقوة الظالمة والاستبداد.