الراوي: في هذا الكون الشاسع، وفي عالم الغيب، هناك سجل عظيم... إنه اللوح المحفوظ. هذا الكتاب الذي كتب الله فيه مقادير كل شيء منذ الأزل، يشمل كل ما كان، وما سيكون، محفوظٌ في مكانٍ لا يصله تغيير ولا تحريف. بالإضافة إلى ذلك، اللوح المحفوظ ليس مجرد كتاب عادي، بل هو ما يشمل كل أقدار الخلق وأعمالهم، أرزاقهم وأعمارهم، مصائر الأمم والأنبياء، وكل كلمة نطق بها الإنسان، وكل سر يكمن في قلبه. إنه دليل واضح على علم الله المطلق، حيث لا يخفى عليه شيء في السماوات ولا في الأرض. وهذا هو مصدر الطمأنينة للمؤمن، إذ يعلم أن ما كُتب له سيأتيه، وما كُتب عليه لن يفوته. في يوم من الأيام، جاء رجل إلى النبي ﷺ يجول في فكره ما إذا كان كل شيء مُكتوب. تلك اللحظة كانت فرصة لتحفيز الإيمان، حيث أوضح النبي أن العمل مطلوب، فكلٌ مُيسَّر لما خُلق له. في الختام، اللوح المحفوظ هو كتاب لا يضل، محفوظٌ عند الله، شاهدٌ على علمه وحكمته، فلا تنسَ، كل أمورك مكتوبة، وما عليك إلا السعي والدعاء.